سوف نتحدث في هذه المقالة عن قوة من القوى الخارقة الخيالية وعن مشكلة فيزيائية
مصاحبة لها تقوم بجعلها عديمة النفع أو على الأرجح مضرة لمن يمتلكها.
القوى الخارقة
من منا لم يتمن في يوم ما أن يحصل على قوة خارقة كالأبطال الخارقين مثل الطيران أو القوة الهائلة أو سرعة البرق فمثل هذه القدرات الخارقة التى نراها في بعض أفلام الخيال العلمى نتمنى لو أننا امتلكناها ولو حتى لبعض الوقت ونستخدمها في حياتنا ولكن للفيزياء رأى أخر.
فإذا أخذنا بعين الاعتبار قوانين الفيزياء أثناء استخدام هذه القوى لوجدنا أنه من
الصعب أو من المستحيل استخدامها في الحياة الواقعية.
دعونا نبدأ موضوعنا بطرح سؤالا وهو هل يستطيع أن يرى الرجل الخفي ما حوله ربما لم يخطر هذا السؤال ببالك من قبل فبطبيعة الحال الإنسان العادي لا يعير اهتمام لهذه التفاصيل الدقيقة، وإنه ربما لو عرف الكاتب هربرت جورج ويلز مؤلف رواية "الرجل الخفي" إجابة هذا السؤال قبل أن يبدأ في كتابتها لما كان لرواية الرجل الخفي أن ترى النور مطلقًا.
قوى الاختفاء
في هذا الموضوع سوف نتحدث عن مشكلة فيزيائية مصاحبة لقوى الاختفاء وهي الرؤية
لدى الرجل الخفي، فهذه المشكلة تتفوق على غيرها من المصاعب أو المشكلات
الأخرى مثل أنه يجب على الرجل الخفي أن يكون مجردا من الملابس لأنها ستظهره
أو أنه لا يجب أن يخرج في طقس ممطر أو عاصفة ترابية أو مايشابه هذه الأشياء
التى تبينه.
هل يستطيع الرجل الخفي رؤية ما حوله
دعونا نبدأ موضوعنا بطرح سؤالا وهو هل يستطيع أن يرى الرجل الخفي ما حوله ربما لم يخطر هذا السؤال ببالك من قبل فبطبيعة الحال الإنسان العادي لا يعير اهتمام لهذه التفاصيل الدقيقة، وإنه ربما لو عرف الكاتب هربرت جورج ويلز مؤلف رواية "الرجل الخفي" إجابة هذا السؤال قبل أن يبدأ في كتابتها لما كان لرواية الرجل الخفي أن ترى النور مطلقًا.
الرجل الغير مرئي أعمى
في حقيقة الأمر فإن هذه المسألة تحطم جميع الآمال المعقودة على القوة
الخارقة للرجل الخفي لأن الرجل الخفي يجب أن يكون أعمى !!
السبب العلمى
ويتلخص السبب العلمي فى أنه كل أعضاء الرجل الخفي -بما فيها العينان أيضا-
تصبح شفافة ويكون معامل انكسارها مساويا لمعامل انكسار الهواء وربما تقول
بماذا يفيد كل هذا؟ دعنا لا نتسرع ونتذكر آليه عمل الإبصار أو العين إن
القرنية وعدسة العين تكسران أشعة الضوء
(لأن معامل انكسارهما أكبر من الهواء حيث القرنية حوالى 1.37 والعدسة
حوالى 1.41 والهواء 1)
حيث تتجمع الأشعة على الشبكية وتقوم الشبكية بتحويلها الى إشارات وترسلها
عبر العصب البصري للدماغ الذي يقوم بترجمة هذه الإشارات إلى صورة يبصرها
الشخص وهكذا تتم عملية الرؤية
السبب الأول
لكن عندما يتساوى معامل انكسار العين مع معامل انكسار الهواء يزول بذلك
السبب الوحيد المؤدي لحدوث انكسار وهكذا بانتقال الأشعة من وسط لأخر له نفس
معامل الانكسار فإنها لا تغير اتجاهها ولذلك لا يمكن أن تتجمع في نقطة
واحدة وستمر الأشعة على استقامتها من خلال عيني الرجل غير المرئي.
السبب الثانى
وإذا فرضنا أننا قمنا بمعالجة السبب الأول وهو معامل انكسار العين يتبقى
لنا سبب أخر لعجز الرجل الغير مرئي عن الرؤية وهو شفافية الشبكية.
إن أهمية الشبكية تتمثل في أنها الحائل أو الحاجز الذي يستقبل أشعة الضوء
المنكسرة وتتجمع عليه لتكوين صورة مصغرة لما يتم رؤيته
(كما يحدث في الكاميرا) ولكن إذا
أصبح هذا الجزء شفافًا فإن الأشعة ستمر من خلاله إلى أن تجد سطح معتم تسقط
عليه
(وبالتأكيد سيكون خارج جسد الرجل الخفي)
وبهذا نتأكد بأنه لا يمكن للرجل الخفي رؤية ما حوله مطلقًا لأنه لا يمكن
لأى أشعة ضوئية أن تولد أي إحساس بصري للرجل غير المرئي.
الرجل الخفي عاجز
وهكذا أصبح الرجل الخفي لا يستطيع أن يرى أي شئ من حوله وبذلك تكون كل
الميزات التى يتمتع بها عديمة الفائدة بالنسبة له ويصبح هذا الرجل ذو القوة
الخارقة يسير متحسسًا طريقه باللمس سائلًا الناس أن يتعاطفوا معه ،متمنيًا
أن لا تصدمه سيارة فتودى بحياته مع أن أى إنسان لن يستطيع مساعدته فهو غير
مرئي وبذلك نرى بأن هذا الرجل الذي يمتلك قوى خارقة تحول الى رجل عاجز لا
حول له ولا قوة.
قوى الاختفاء عديمة النفع
في النهاية اتضح لنا عدم جدوى هذه القوى مهما بحثنا عن طاقية الإخفاء أو
عباية الاختفاء فإنها لن تفيدنا بشئ بتاتًا ومع ذلك فإنه لا حدود للعلم فقد
يأتي يوم ما يجد حلا لها فالعلم لا يتوقف ومعظم الاختراعات التى نشهدها
اليوم كانت في البداية مجرد خيال لشخص ما.